الانحيازات الإدراكية والاستدلالات السريعة, الفخ الخفي و المدمر للأعمال
تصور إن أنت ماشي في الصحراء ومعاك بوصلة، ولكن البوصلة دي مكسورة، فأنت فاكر إن أنت ماشي في الاتجاه الصحيح، ولكن الحقيقة إنت بتلف في دوائر معرض في أي لحظة، إنك إنت تاخد الاتجاه الخطأ.
المقالة اللي فاتت كنا بنتكلم على إستراتيجية اسمها Being Obvious إستراتيجية من استراتيجيات بناء الأعمال والتسويق، تقدروا تعرفوا أكتر عن استراتيجية Being Obvious من خلال قراءة المقالة اللي فاتت من خلال
أهمية الاستراتيجيات الواضحة Being Obvious
بتتكلم على إنك أنت من أول لحظة تعمل أحسن ما يكون، هي إستراتيجية تخليك من أول لحظة الناس تحطك مع الماركات الكبيرة، العلامات التجارية الكبيرة، لو عندنا مشكلة في الانحيازات الإدراكية دي، ومشكلة في الاستدلال فإحنا هنفتكر إن إحنا مطبقين، الإستراتيجية دي وإحنا مش مطبقينها ولا حاجة، نفهم أكتر عن الموضوع ده، تعلم البزنس والأعمال الطريقة اللي بناخد بيها القرارات، الطريقة اللي بنحلل بيها المعلومات. ممكن تبقى عاملة زي البوصلة المكسورة دي.
الاختصارات العقلية
البوصلة دي اسمها الاستدلالات السريعة أو الاختصارات العقلية، وإللي هي Heuristics) ) باللغة الإنجليزية، والكسر إللي فيها بيبقىbiases) ) واللي هي الانحيازات الإدراكية أو الـ Cognitive biases.
مثال على الاستدلالات السريعة دي أو الاختصارات العقلية، تخيل أنت في مكتبة كبيرة جدا بتدور على كتاب وماشي بتدور في كتاب كتاب في المكتبة و ده بياخد وقت كتير جدا، وتبدأ أنت تدور على طريقة سريعة للوصول للكتاب فتبدأ تشوف إذا كان فيه علامات أو ترقيم علامات على الأرض علامات على المكتبات، دي الطريقة اللي بيشتغل بيها مخنا لما بنيجي ناخد قرار مخك بيتعود على طريقة بيطلع بيها بالقرار سريعا، و بنسميها دي الاستدلالات السريعة أو الاختصارات العقلية.
الانحيازات الإدراكية
ساعات البوصلة دي بتنكسر وينتج عنه ال Biases أو الـ Cognitive biases وإللي هي التحيزات الإدراكية، إيه حكاية التحيزات الإدراكية دي؟
خليني أديك مثال ليها أو علشان تفهمها أكتر، تخيل إن أنت لابس نضارة ملونة، نضارة مثلا لونها أحمر أو لونها أزرق، كل حاجة هتشوفها هتتأثر بالأحمر، لو أنت بتشوف رسمة مرسومة بالأحمر على ورق أبيض مش هتشوفها، ولو النضارة بالأزرق فأنت كل حاجة مرسومة على الورق الأبيض ده بالأزرق مش هتشوفها، ولكن لو انت لابس نضارة شفافة هتقدر تشوف الكتابة اللى بالأحمر والأزرق.
الحاجة دي بتحصل في الواقع مخك بيمر بنفس التغييرات دي، اللي إحنا بنسميها التحيزات الإدراكية أو الـ Cognitive biases، يعني طريقة التفكير، الاستدلالات السريعة العقلية، وممكن تتغير من شخص للتاني، وإزاي نخلي بالنا منها في البزنس وإزاي نتجنبها؟
ما هي العلاقة بين الاختصارات العقلية و الانحيازات الإدراكية؟
التحيزات الإدراكية أو الانحيازات الإدراكية هي أخطاء منهجية في التفكير تنتج عن اعتمدنا أو استنادنا بطريقة خاطئة للاختصارات العقلية أو الاستدلالات السريعة.
عندنا حاجة اسمها Availability Heuristics الاستدلال بالاتاحة و Availability Biases التحيز بالإتاحة أو المتاح، مخنا بيشوف المشكلة المعلومة المتاحة بالنسبة له ويستدل بها، المشكله بتحصل فين؟… لما المعلومة المتاحة لمخك تبقى معلومة متاحة لأنها قريبة، حاجه سمعتها قريب أو قرأتها قريب مش مبنيه على مرجع تمشى عليه.
مثال عملي: مدير أو صاحب مشروع ممكن يقدر كثرة الشكاوى من العملاء لأنه لسه حالاً سامع شكوى من العميل فيفتكر فيقدر بـ (Availability Heuristics, Availability biases)، أن عدد شكاوى العملاء كثيرة ولكنه لو رجع وبص نظر البيانات عنده كام شكوى من العملاء بالنسبة لعدد العملاء عنده، هيلاقى أن النسبة قليلة، ميخدش قرار على ذلك.
المشكله هنا أن البوصله المكسوره الى هي (Biases) تحيز الإتاحة يقدر يخليه ياخذ قرارات ويغير من أشياء في البيزنس، لأنه أعتقد إن الشكاوى كثيرة من غير ما يرجع للأرقام، والحل هنا انك تبقى متأكد من قراراتك مبنية على معلومات دقيقه.
استدلال الارتساء
مثال تاني عندنا الـ Anchoring Heuristics وهو استدلال الارتساء، الـ Anchor اللي هو الخطاف اللي تستخدمه المركب علشان تشبكها في الأرض وهي واقفة على الشاطئ، ممكن الموج ياخدها الطيار ياخدها فيبقى فيه خطاف ماسكها في الأرض.
ومن المعنى ده بنقول إن فيه حاجة اسمها Anchoring Heuristics أو الاستدلال بالارتساء، يعني إيه؟ … يعني المعلومة اللي جاية لنا أول معلومة بتتقال أول معلومة بنستخدمها بتبقى هي الخطاف إللي بيمشي عليه بعد كده في التفكير أو الحديث إللي ما بيننا وما بين الناس، المشكلة بتبقى إيه؟ … إن احنا نبالغ في أهمية المعلومة الأولى دي، أو نخلي بالنا إن المعلومة الأولى إللي بتتقال مهمة جدا، وقد تؤدي إلى تحيزات، فبننحاز بتفكيرنا مع نفسنا أو مع الآخرين، للمعلومة إللي قلناها.
مثال مدير بيفاوض على مرتب أو مدير بيفاوض على ديل هيعمله على اتفاق ما بينه وبين حد بيفاصل في حاجة أو بيتفق على مبلغ ما، لو قال 10 وهو عارف إن إللي قدامه عايز 20، فنبدأ نتفاوض من العشرة للعشرين، ولو ساب إللي قدامه يقول وقال 20 لما هيرجع من الـ 20 المرسى إللي عند الـ 20 ده يسمح لنا للرجوع في التفكير بنسبة معينة، أي حاجة فوقها، أي حاجة باع أقل من الـ 3000 أو 4000 جنيه دولار، أيا كانت العملة، إيه هيبقى شكلها كبير جدا، فنعمل إيه هنا؟
كيفية التعامل مع استدلال الارتساء في التفاوض؟
نخلي بالنا من الـ Anchoring Heuristics والـ Anchoring biases وإحنا بنتعامل مع الناس، الكلمة الأولى هتبقى Anchor، أول معلومة في دماغك أنت هتقيس عليها، لو أنا قلت وقدرت إن سعر حاجة بشتريها 10,000 دولار، وبعدين شفت حاجة تانية سعرها 12، فالفرق 2000 دولار أو 2000 جنيه، فبقى شايف إن الفرق مش كبير لأن Anchoring Heuristics اللى استخدمته أدى إلى Anchoring biases أدى إلى التحيز في التفكير، خلاني أشوف إن نقطة البداية من نقطة البداية للرقم إللي أنا فيه الفرق مش كبير، وده كمان بيأثر، ولكن إحنا المفروض نعمل إيه؟ … نرجع للأرقام، نرجع للبيانات اللي بنرتكز بقى عليها فعلا ونستدل بيها فعلا.
الاستدلالات العقلية أو الاختصارات العقلية، والتحيزات، أو الانحيازات الإدراكية اسمها Cognitive biases انحياز إدراكي، والتانية اسمها heuristics اختصارات عقلية أو استدلالات عقلية. استخدامها الخاطئ وإحنا غير مدركين بيعمل مشاكل وإحنا غير مدركين.
شاهد الحلقة الكاملة: https://youtu.be/3_KUsRlo-TM